في خطوة لافتة تعكس رهانا جديدا على مستقبل صناعة الرقائق الإلكترونية، أعلنت مجموعة سوفت بنك اليابانية عن استثمار بقيمة 2 مليار دولار في شركة إنتل الأميركية، التي تمر بمرحلة إعادة هيكلة بعد تراجع حصتها في سوق المعالجات وغيابها شبه الكامل عن سباق رقائق الذكاء الاصطناعي.
صفقة استراتيجية تضع سوفت بنك بين كبار المساهمين
بموجب الصفقة، ستحصل سوفت بنك على حصة تقارب 2% من رأسمال إنتل، ما يجعلها من بين أكبر عشرة مساهمين في الشركة الأميركية.
وسيتم الاستثمار عبر إصدار جديد لأسهم عادية بسعر 23 دولاراً للسهم، وهو أقل قليلاً من إغلاق السهم الأخير البالغ 23.66 دولار.
رهان جديد على الذكاء الاصطناعي
يرى مراقبون أن الخطوة تأتي ضمن استراتيجية سوفت بنك لتعزيز استثماراتها في قطاع الذكاء الاصطناعي، بعد دخولها مشروع "Stargate" للبنية التحتية الرقمية في الولايات المتحدة بقيمة 500 مليار دولار.
رئيس المجموعة ماسايوشي سون أكد أن الاستثمار يعكس ثقة الشركة في توسع صناعة أشباه الموصلات داخل أميركا، معتبراً أن إنتل ستلعب دوراً محورياً في المرحلة المقبلة.
خلفيات سياسية وتجارية
تأتي الصفقة في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بين طوكيو وواشنطن زخماً متزايداً، خصوصاً بعد إعلان اليابان عن حزمة استثمارية بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة الشهر الماضي.
ومع أن بعض المحللين ربطوا الصفقة بمحادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي الجديد لإنتل ليب-بو تان، إلا أن مصادر مقربة أكدت أن قرار سوفت بنك مستقل ويستهدف في الأساس البعد الاستراتيجي للصناعة.
هل تنجح إنتل في العودة إلى المنافسة؟
رغم أهمية التمويل الجديد، يرى خبراء أن التحدي الأكبر أمام إنتل يتمثل في اللحاق بركب المنافسين المسيطرين على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسهم إنفيديا.
الاستثمار قد يمنح الشركة متنفساً مالياً، لكنه لن يكون كافياً وحده لإحداث نقلة نوعية ما لم يقترن بخطط تطوير واضحة ومشاريع ابتكارية حقيقية.
الخلاصة
استثمار سوفت بنك في إنتل يمثل دفعة معنوية ومالية مهمة، لكنه اختبار حقيقي لقدرة الشركة الأميركية على استعادة مكانتها في صناعة الرقائق العالمية في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التكنولوجيا.